"
next
Read Book الشفاعه في المنظور القرآني
Book Information


Favoured:
0

Download Book


Visit Home Page Book

الشفاعة في المنظور القرآني

اشارة

نويسنده: الغروي الناييني،نهلة

نشريه: فلسفه، كلام و عرفان » آفاق الحضارة الاسلامية » بهمن 1378 - شماره 5

مقدمة

الانحرافات الفكرية والعقائدية علي امتداد تاريخ البشر قد صورت تصويراً غلطاً مسائل ومبادي ء مهمة، وقد نفذت أقوالهم وآراؤهم بين السذّج والجهلة، حتي اتخذت بمرور الزمان شكل العقيدة الراسخة. والشفاعة من تلك المسائل المهمة الواردة في القرآن الكريم والتي كان مصيرها ذاك المصير. وعلي الرغم من أن الأديان الإلهية قد ذكّروا بها، وتقبلتها الفرق والمذاهب المختلفة، كل بشكل من الأشكال، إلاّ أن التشتت والتباين في هذه العقائد علي درجة بحيث أن كل طرف يخطي ء عقيدة الطرف الآخر، بل إن بعضهم قد تجاوز ذالك إلي اتهام الآخرين بالكفر والشرك. لذلك كانت ضرورة دراسة هذا الأمر الديني المهم وإعادة النظر فيه جلية للجميع، لكي يمكن بنشر الكلام الحق ازالة غبار الانحرافات، وتتخذ العقائد والمفاهيم الاسلامية الطاهرة مكان الاعوجاجات، والرد علي الاسئلة والاعتراضات الواردة بحق الشفاعة.

ما الشفاعة

الشفاعة في العرف هي توسط شخصية مرموقة وذات مقام لدي شخص ذي قدرة لمصلحة شخص ثالث أقدم علي ما يستوجب المؤخذة، لكي يغفر له ذنبه أو تقصيره، أو لمصلحة شخص له حاجة لكي تقضي له حاجته. وجذرالكلمة هو (شَفَعَ) أي جعله زوجاً بإضافة مثله إليه، ويقابله (الوَتْر) وهو الفرد. لذلك فان اللجوء إلي الشفيع يعني أن طالب الشفاعة لايري الكفاية في قدرته وحده للوصول الي هدفه، فيعمد الي دعم قدرته بقدرة الشفيع فيضاعفها ويبلغ مرامه، أي انه اذا لم يتوسل بشفيع وحاول قضاء حاجته اعتماداً علي قدرته وحده لما استطاع نيل مبتغاه، لأن قدرته ضعيفة وناقصة. يقول البيضاوي: الشفاعة من الشفع، أي الزوج. فالشيء منفرد فينضم الشفيع إليه [1] . وقد قال الامام علي «عليه السلام»: «الشفيع جناح الطالب» [2] أي إن الشفاعة أشبه بالجناح للطالب.

انواع الشفاعة

اشاره

للشفاعة انواع بعضها صحيح ومطابق للتعاليم الاسلامية، وبعضها غير صحيح وباطل ولا وجود له في تلك التعاليم. الشفاعة الباطلة غير الصحيحة هي أن يسعي امرؤ إلي التذرع بالمحسوبية أو المنسوبية لمنع القانون من أن يأخذ مجراه. وهذا الضرب من الشفاعة ظلم فيهذه الحياة الدنيا، ولامكان له في الآخرة، ويرفضه القرآن الكريم. والظاهر أن الاعتراضات الموجهة الي الشفاعة إنما تقصد هذا النوع من الشفاعة. أما الشفاعة الصحيحة الحقة فهي التي ليس فيها استثناء ولامحاباة، و لا تنقض القوانين. إن القرأن الكريم يؤيد هذا النوع من الشفاعة تأييداً صريحاً. إن الاختلاف الرئيس بين الشفاعة الصحيحة والباطلة في جهاز الخليقة هو أن الشفاعة الحقة تبدأ من الله تعالي وتنتهي بالمذنبِ. أما في الشفاعة الباطلة، فان الشفيع يقع المشفع له تحت تأثير المذنب، ويقع لديه تحت تأثير الشفيع. يقول القرآن الكريم: «مَنْ ذَا

1 to 11